أنقذوا مصر قبل فوات الأوان

نقاط : 80196 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

نقذوا مصر أيها المخلصون قبل فوات الأوان وقبل أن تقع مصر في مصيدة شياطين الأرض وأبالسة الفتن الذين دعوا لما تسمي بالفوضى الخلاقة وما أحلاها مسميات وما أجملها مصطلحات، فقد أطلقوا علي حرب الدول وقتل شعوبنا ووأد المقاومة التي تقاوم المحتل والتي أقرتها القوانين والمواثيق الدولية، أطلقوا عليها الحرب علي الإرهاب، وأطلقوا علي تغيير المناهج الإسلامية التي تتعلق بغزوات الرسول وجهاد اليهود والصهاينة المعتدين علي أرضنا ومقدساتنا بثقافة السلام وتطوير المناهج، وهاهم يسعون لتقسيم البلاد وتفتيت الأمة، مستغلين ضعف الأنظمة وطغيانها وعدم اِكتراثها بشعوبها وأوطانها وتكريس جهودها للبحث عن مغانم لشخصها ومصالحها.

اتخذ هؤلاء المخربون أشكال عديدة لتنفيذ مخططاتهم الجهنمية لتحقيق حلم إسرائيل، والتي لن تهدأ الصهيونية العالمية بمؤازرة الغرب وعلي رأسه الولايات المتحدة الأمريكية إلا بتحقيق هذا المخطط، بتفتيت العالم العربي وتقسيمه لجعله دويلات مجزئة ومتصارعة مذهبيا وسياسيا وحدوديا لضمان أمن إسرائيل وتحقيق مشروعاتها التوسعية التوراتية العنصرية ولو علي المدى البعيد بكل الطرق والوسائل سواء بالحروب والغزو أو بالفتن والدسائس والتقسيم والانفصال، ومن المعروف أنهم يستعملون سياسة النفس الطويل، وليست شعوب قصيرة النفس مثل شعوبنا التي أصابها القمع والاستبداد والفساد في مقتل لدرجة لم تعد تري حتى تحت أقدامها ولم يعد عندها من الطاقات ما يحتمل الحديث عن أي شيء يتعلق بمستقبلها سوي الحديث عن رغيف العيش ومصاريف العيال، بفعل أنظمة سارقة قمعية جاهلة لا دين لها ولا أخلاق.

واتخذ الحلف الصهيوني الأمريكي ذرائع عديدة لهذا التدخل، بحجة البحث عن أسلحة دمار شامل تارة ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان تارة أخري كما فعلوا بالعراق وذبحوا أهله ونشروا فتنة الطائفية والمذهبية، ثم بعد تحقيق أهدافهم أعلنوا إنهاء القتال في العراق، وقد اتخذوا الحرب علي الإرهاب ومطاردة الإرهابيين ذريعة ودخلوا بجيوشهم الجرارة وقنابلهم العنقودية القاتلة والمدمرة وطائراتهم المتطورة الـ "إ ف 16 و15" إلى أفغانستان ونشروا القتل والدمار والتخريب وأرجعوا أفغانستان إلى 100 سنة للوراء، وهاهم يعلنون ويسعون بكل بجاحة لتقسيم السودان واِنفصال الجنوب عن الشمال، ويعدوا لاستفتاء أهل الجنوب بعد وعودهم لهم بالأماني والوعود السخية بالمال والثروة إذا انفصلوا عن الشمال، ثم كانت الفتنة الثانية لجعل السودان ثلاثة أجزاء بفتنة مصطنعة أيضا أطلقوا عليها حرب الإبادة في دارفور.

والوقت أيها السادة أصبح مناسبا للتساؤل، ما الذي يحاك لمصر؟ ومن المستحيل أن تكون مصر بعيدة عن هذا المخطط الذي أجمع الباحثون والمتابعون أن مصر هي عين المدفع، بل كما قالوا هي الجائزة الكبرى لتحقيق هذا المخطط، ومن حقي ومن حق كل الغيورين علي هذا البلد من مسلمين وأقباط شرفاء أن يتساءلوا، لماذا اختار القس بيشوي ومن على شاكلته هذا التوقيت بالذات لصناعة هذه الضجة التي أظنها مفتعلة، فهل كان منتظراً موقف ولو كان موقف غير مقصود أو لا يستدعي هذه الضجة كي يتطاول على الإسلام لاستفزاز مشاعر المسلمين؟ فهل حانت ساعة الصفر وتفعيل السيناريو لانطلاق فتنة وراءها أيادي التقسيم باِستفزاز مشاعر المسلمين لإهانة دينهم والتطاول على عقيدتهم ثم يخرجوا بمظاهرات، ثم يصرح البابا شنودة كما فعل وطالب بمطالب مبطنة بالتهديد بمنع هذه المظاهرات وإلا سيخرج بمظاهرات أيضا، ثم تحدث الفتنة، ثم يطالب البعض من المسيحيين بتدخل الغرب بحجة حماية الحقوق والأقليات والمعتقدات ثم المطالبة بالتقسيم.

ثم من تكون كاميليا شحاتة هذه ومن أدرانا لعلها تكون أداة لفتنة مصطنعة صنعتها أيادي غير شريفة داخل الكنيسة بتحالف وتناغم مع أيادي الشر في الخارج لصناعة فتنة متفق عليها مستغلين فرصة ضعف النظام المتهاوي الأيل للسقوط وهي الفرصة التي ربما لن تسمح لهم فيما بعد لإحداث فتنة على هذه الشاكلة لتحقيق مخطط التقسيم ومستغلين احتقان المجتمع والضغوط التي يعيشها الناس في مصر من أثر الفساد الذي أطبق على كل شيء وأفقد للحياة مذاقها ولم يعد يحتمل الناس حتى أنفسهم ولم يعد لديهم شيء للبكاء عليه ويتعلقون به سوى دينهم وعقيدتهم والتي إذا افتقدوها هان عليهم كل شيء ولو حياتهم، ثم لماذا اختار بيشوي هذه الفرصة وهذا التوقيت لاستفزاز مشاعر المسلمين بالتطاول على عقيدتهم ودينهم فهل كان على ميعاد مع حادث كاميليا شحاتة أم أنه سيناريو معد لتكتمل دائرة الفتنة المخطط لها.

وإذا كان حديث الدكتور العوا عن وجود أسلحة وذخائر داخل الكنيسة هو محض افتراء وادعاء وأن الكنيسة ليس بها مخازن أسلحة وذخائر لماذا لم يبدِ البابا شنودة هو ومن معه حسن النية ويطالب بلجنة محايدة لدخول الكنيسة والبحث عن أباطيل الدكتور العوا التي ادعاها، وإذا كان هذا الأمر سيثير الشكوك وخاصة أنه يتعلق بقضية أمن قومي لمستقبل هذا البلد وأن هذا النظام الحاكم المتهاوي الضعيف الذي صدع رؤوسنا بأهمية الأمن القومي المصري فلماذا لم يتفاوض مع الكنيسة بأسلوب حضاري راقي ليبحث معه هذا الادعاء من الدكتور العوا وإذا اتضح أن حديث العوا هو افتراء وادعاء بعد سماح الكنيسة بالتفتيش، وقتها لن يصدق أحد أي افتراء على الكنيسة وستكسب الكنيسة موقفا وطنيا تاريخيا يحسب لها، ووقتها سيكون من حقهم رفع دعاوي قضائية ضد الدكتور العوا تعويضا عما لحق بهم من هذه الافتراءات ولا مانع من دعاوى جنائية بالافتراء والادعاء وإحداث الفتنه وما أكثر المسميات في هذه الحالة؛ ثم أنني اعتقد أن شخصية بمقام الدكتور العوا لن يفوته هفوة من هذا القبيل وهو يعلم أن هذا الأمر يتعلق بمستقبل وطن وبالتالي من الممكن أن يفقد مكانته العلمية لو كان حديثه محض افتراء.

إنني أدعوا كل الشرفاء من النخب المسلمين والمسيحيين الذين لهم قبول عند الناس ويا ليت تبعدونا عن ما تسمى بالقيادات الدينية التي أصبحت لقاءاتها بمثابة اِسطوانة مشروخة وسمجة كرهناها وكرهها الشعب. أدعو الدكتور سليم العوا والأستاذ فهمي هويدي والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور نصر فريد واصل والدكتور الطيب شيخ الأزهر والدكتور محمد عمارة والدكتور إبراهيم البيومي غانم والدكتورة نادية مصطفي وغيرهم من المقبولين من المسلمين ومن الطرف المسيحي أدعوا الأستاذ سمير مرقص والأستاذ أمين اسكندر والأستاذ جورج اسحق والدكتور رفيق حبيب والأستاذ جمال اسعد عبد الملاك والسيدة جورجيت قليني ودكتور منير فخري عبد النور والبابا شنودة... أدعوهم من منطلق درء الفتنة والشعور بالمسؤولية الوطنية لتدارك الأحداث وإلا فالفتنة قادمة ويومها لن ينفع الندم.