تدفق الآلاف على ميدان التحرير استعدادًا لـ«جمعة المطلب الواحد»

كتب:أحمد كمال
الجمعة 18/11/2011

انضم الآلاف من المواطنين المصريين إلى التيارات والقوى السياسية الرابضة بميدان التحرير ، اليوم الجمعة، لإقامة 'مليونية 18نوفمبر ' أو 'جمعة المطلب الواحد' كما أطلقت عليها بعض الفئات، فيما شهد الميدان الواقع في قلب القاهرة غيابًا تامًا من الجهات الأمنية .

وتأتي فاعلية اليوم التي ستُعقد في مدن مصرية أخرى تزامنًا مع المنعقدة بميدان التحرير، اعتراضًا على وثيقة 'المبادئ الدستورية' الموضوعة من قبل الدكتور علي السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء وأُعلن عنها بداية الشهر الجاري نظرًا لمنحها الجيش سلطة منفردة في إدارة شؤونه الداخلية وميزانيته، وحصانة من الرقابة التشريعية، بجانب مطالبة المجلس العسكري تسليم السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة بحلول إبريل المقبل، وإعلان تسليم إدارة البلاد كاملة للبرلمان، والرئيس المنتخبين في النصف الأول من مايو 2012 ، فيما يرى محللون أن المواعيد التي أعلنها المجلس العسكري للانتخابات البرلمانية ووضع الدستور الجديد قد لا تسمح بنقل السلطة قبل مطلع عام 2013.

وعقب طرح الوثيقة شهدت الساحة السياسية في مصر شد وجذب بين الحكومة و القوى الإسلامية والليبراليين رفضًا للوثيقة، والتعديلات التي أجريت عليها فيما بعد مما دفع هذه الحركات إلى المشاركة في 'مليونية المطلب الواحد' التي دعا إليها نشطاء الانترنت قبل نحو أسبوعين.

ويعتبر نشطاء مليونية اليوم محاولة لإعادة الثورة إلى مسارها، وأنها وسيلة للمطالبة بأهداف يرون أن الثورة لم تحققها مثل عزل مساعدين لمبارك من مناصب الدولة العليا، ومنع قيادات وأعضاء الحزب الوطني الديمقراطي، الذي كان يتزعمه الرئيس السابق وتم حله بحكم محكمة، من خوض الانتخابات.

وأكدت القوى المشاركة في المليونية استعدادها لمواجهة كافة القوى التي تستهدف إجهاض الثورة أو إعادة إنتاج النظام السابق واستدراج البلاد إلى حالة من الفوضى، وتحويل الثورة إلى انقلاب عسكري، مؤكدين عزمهم على الاستمرار في الثورة حتى يتم تحقيق كافة المطالب.

هذا وقد شهد ميدان التحرير في ساعات مبكرة من مساء أمس الخميس، تواجدًا مكثفًا للمتظاهرين من مختلف التيارات والقوى السياسية والمستقلة، والذين بدءوا في تنظيم أنفسهم لتولي مهام التأمين، ونصب نشطاء خيامًا، وأقاموا منصات للخطابة أُلحقت بها مكبرات للصوت في الميدان الذي كان مركز الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي.

وتعالت بعض الهتافات التي نادت بإسقاط النظام وإسقاط حكم العسكر، وإلغاء وثيقة السلمي، منها، 'الشعب يريد إسقاط النظام.. الشعب يريد إسقاط حكم العسكر'، 'النهاردة مفيش نوم.. إحنا صاحيين في الميدان'، و'واحد اتنين.. تسليم السلطة فين؟'. كما قام بعض الأشخاص بتوزيع إشارات مكتوب عليها 'أنا ضد محاكمة العسكر للمدنيين'.

وأعلن أهالي الشهداء ومصابي الثورة واتحاد شباب الثورة المستقلين، الدخول في اعتصام مفتوح بميدان التحرير، حتى يتم استكمال مطالب الثورة وتسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني يدير شئون البلاد ويسلمها لرئيس منتخب.

وطالب أهالي الشهداء والمصابين من خلال لافتة كبيرة رفعوها بميدان التحرير اليوم الجمعة، جميع القوى السياسية والحزبية بضرورة الاهتمام بأهالي الشهداء والمصابين، وإنجاز وعد المجلس العسكري برعايتهم.

وأوضحت القوى المشاركة بالمليونية، أنه مع استمرار المجلس الأعلى للقوات المسلحة في سياسة تجاهل مطالب الشعب، وسعيه الدءوب للالتفاف على الإرادة الشعبية، لم يعد في وسع جموع الشعب المصري السكوت على هذه التصرفات والتخبط في إدارة المرحلة الانتقالية.