مجلس الأمن يجيز العمل العسكري لحماية الشعب الليبي

نقاط : 80192 تاريخ التسجيل : 01/01/1970

وافق مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة في اقتراع ليل أمس، على مسودة قرار تبناها لبنان وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، يفرض منطقة يحظر فيها الطيران فوق ليبيا إضافة إلى استخدام "كل الاجراءات اللازمة" وهو تعبير يجيز العمل العسكري، لحماية المدنيين في مواجهة القوات الموالية للعقيد معمر القذافي الذي هدّد أمس بأن قواته ستجتاح بنغازي معقل المعارضة المسلحة ليلاً "بلا رحمة ولا شفقة.. زنقة زنقة وحيطة حيطة"، قابله دعوة "قيادة الجيش الليبي الحر" رجال الاحتياط إلى "الالتحاق بأسرع وقت بمواقع المدفعية وقاذفات الصواريخ".
وفي بنغازي، استقبل الثوار قرار مجلس الأمن الذي اجاز اللجوء الى القوة ضد النظام الليبي، بإطلاق النار في الهواء ابتهاجاً.
وأيدت القرار عشر من الدول الخمس عشرة الاعضاء في المجلس، على حين امتنعت من التصويت خمس دول منها الصين وروسيا وألمانيا، ولم تصوِّت أي دولة ضد القرار.
وقال مصدر حكومي في ايطاليا إن بلاده مستعدة لفتح قواعدها العسكرية لأجل فرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا، وحذر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من انه ليس هناك الكثير من الوقت للتدخل، وقال "المسألة قد تكون مسألة ساعات".
وكان الوزير الفرنسي أعلن في وقت سابق ان الضربات الجوية ستبدأ فور تبني القرار.
وأعلن دبلوماسي في الامم المتحدة أمس ان قطر والامارات العربية المتحدة ستشاركان في عمليات عسكرية مشتركة ضد نظام القذافي في اطار مهمة الامم المتحدة. وقال "لقد تأكد هذا الامر في مجلس الامن".
ولكن مصر أعلنت أنها لن تشارك في أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أش أ) عن المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية منحة باخوم قولها أمس، إن القاهرة لن تشارك في أي عمليات عسكرية في ليبيا.
واعتبر الامين المساعد لوزارة الخارجية الليبية خالد الكعيم مساء أمس، ان قرار مجلس الامن الدولي الذي اجاز تنفيذ ضربات جوية ضد ليبيا "لا يساوي الورق الذي كتب عليه".
وكان القذافي قال في خطاب إذاعي أمس موجهاً تهديده إلى سكان بنغازي "من هذه الليلة.. مصممون مثل ما قلنا زنقة زنقة.. دار دار.. حجرة حجرة حتى الدولاب".
واحتشد آلاف من سكان بنغازي في ساحة وسط المدينة وهم يلوحون بالعلم القديم الذي يرمز إلى فترة حكم ما قبل القذافي ويرددون هتافات تتحدى الرجل الذي حكم البلاد أربعة عقود.
وقال القذافي "جت (جاءت) ساعة الحسم.. خلاص.. الساعة التاريخية"، وأعلن عفواً عمن يلقون السلاح. وأضاف "جايين.. جهزوا نفسكم من الليلة. بس لا رحمة ولا شفقة معهم".
ولا تزال قوات القذافي الأفضل تسليحاً مقارنة بأنصار المعارضة المسلحة، تقف على ما يبدو على بعد مئة كيلومتر على الأقل من بنغازي، ولا يعرف ما اذا كان تهديده بالاستيلاء على المدينة وتطهيرها ليلا مجرد كلمات جوفاء.
وفي ساعة متقدمة ليل أمس، سمعت ثلاثة انفجارات قوية في بنغازي، اعقبها على الفور اطلاق مضادات ارضية، حسبما افاد مراسلو "فرانس برس". ولم يعرف مصدر الانفجارات على الفور كما لم يسمع هدير طائرات في المنطقة.
وكان سكان ومتحدث باسم المعارضة المسلحة قالوا ان بنغازي تعرضت أمس لثلاث غارات جوية.
وطلبت قيادة المتمردين في بنغازي من عناصرها امس الانضمام الى مواقع المدفعية وقاذفات الصواريخ بعد اعلان القذافي بدء هجوم ضد المدينة حسبما ذكرت محطة المعارضة في بنغازي.
وقالت الاذاعة ان "قيادة الجيش الليبي الحر تدعو رجال الاحتياط للالتحاق بأسرع وقت بمواقع المدفعية وقاذفات الصواريخ".
وحذرت وزارة الدفاع الليبية أمس من انتقام سريع اذا وافق مجلس الامن الدولي على تحرك عسكري تقترحه دول عربية وقوى غربية.
وقالت الوزارة في بيان "أي عمل عسكري خارجي ضد ليبيا سيعرض جميع الملاحة الجوية والبحرية في البحر المتوسط للخطر وستصبح كل السابلة المدنية والعسكرية أهدافا للهجوم المضاد الليبي".
وقال التلفزيون الحكومي الليبي ان القوات الحكومية سيطرت على مرفأ الزويتينة النفطي على الطريق الساحلي على مسافة 130 كيلومتراً من بنغازي، لكن المعارضين قالوا انهم حاصروا الوحدات الموالية للقذافي حين وصلت إلى المرفأ.
وذكر تلفزيون "العربية" ان المناطق السكنية في اجدابيا وهي مدينة استراتيجية على الطريق الساحلي الى بنغازي، شهدت قتالاً عنيفاً أمس ولقي 30 شخصاً حتفهم.
وحاولت القوات الليبية المسلحة أمس، قصف مواقع الثوار في بنغازي، لكن المحتجين اكدوا اسقاط طائرتين.
وأدى تقدم القوات الموالية للقذافي الى تدفق لليبيين باتجاه الحدود المصرية، بينهم عائلات بأكملها تحملها سيارات مليئة بالامتعة. ومنذ بداية الثورة فر نحو 300 ألف شخص من ليبيا، كما سحبت اللجنة الدولية للصليب الاحمر طاقمها من بنغازي الى طبرق شرقا وعبرت عن "قلقها البالغ مما سيحدث للمدنيين والمرضى والجرحى والمعتقلين".
وفي الغرب، هاجمت القوات النظامية بالاسلحة الثقيلة بلدة الزنتان التي تبعد 145 كلم عن طرابلس، حسبما ذكر شاهد عيان.
وتوقع الثوار الليبيون أمس، هجوما تشنه قوات القذافي على مدينة الزنتان (غرب) التي يسيطرون عليها، كما افاد احد اهالي المدينة. وقال "المقاتلون يرون ان القوات الموالية للقذافي تسعى حالياً الى تطويق الزنتان. هناك تحركات للقوات في الشمال والجنوب الغربي. انهم يتوقعون هجوما كبيرا على المدينة".
من جهة اخرى، تبذل العاصمة الليبية طرابلس جهودا لاستعادة حياتها الطبيعية بعد القمع الدامي للتظاهرات في نهاية شباط (فبراير) الماضي. واستأنف التلامذة العودة الى المدارس وفتحت المحال التجارية ابوابها وكذلك المقاهي والمصارف.
وفي مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية وتبعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس، قال مقاتلون من المعارضة وسكان إنهم يستعدون لهجوم جديد من جانب القوات الليبية التي قصفت المدينة الساحلية الليلة الماضية.
وقال متحدث باسم الحكومة إن من المتوقع أن تسيطر قوات القذافي على مصراتة بحلول صباح اليوم.
وقبيل ذلك، اعلن الجيش الليبي انه سيوقف عملياته العسكرية ضد "العصابات الارهابية" الاحد المقبل لاعطائها مهلة "لتسليم السلاح والعفو العام عنها".
وأوردت وكالة الانباء الليبية الرسمية ان "اللجنة الموقتة للدفاع (وزارة) قررت وقف اطلاق النار تجاه العصابات الارهابية الأحد لاعطاء مهلة لتسليم السلاح والعفو العام عنهم".

» القوات المسلحة: تعطيل العمل بالدستور وحل مجلسي الشعب والشورى
» الشعب المصري بالتحرير يرفض خطاب المشير طنطاوي ويهتفون ضد العسكري
» يدعو لمقاطعة انتخابات مجلس الشعب
» الفائزون بانتخابات مجلس الشعب 2010
» الاسكندرية: انتخابات مجلس الشعب 2010