: المحور الشرعي

[B]CC0000 أنَّ العقائد لابدّ أن يكون دليلها دليلاً قطعياً ...وأن أحاديث الآحاد لا تقبل في العقائد !!!
الجواب: الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
أولاً: هذه القاعدة !!هي من تأصيلات علماء الكلام وهي قديمة معروفة.
ثانياً: هل هذه القاعدة التي أصلها علماء الكلام، ذكرها الله ـ تعالى ـ في كتابه ؟
هل ذكرها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سنته؟
إنْ كان الجواب: نعم، [ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ].
فإذا لم يذكرها الله ـ تعالى ـ في كتابه ولا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سنته فهي إذن بين الأخذ والردّ.
ثالثاَ: بل يوجد في الكتاب والسنة ما ينقضها، قال الله تعالى: ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخِيَرة من أمرهم).
فكلمة ( أمراً) نكرة في سياق العموم ، ومن المعلوم أن النكرة في سياق العموم تفيد العموم، إذن: كلمة ( أمراً) تشمل العقائد والأحكام، بمعنى أنَّ أي أمر من الله ـ تعالى ـ أو أي أمر ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجب قبوله والعمل به .
رابعاً: قال ـ تعالى ـ ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فكلمة (ما) ـ أيضاً ـ من صيغ العموم وهي تشمل العقائد والأحكام، فالصحابة رضي الله عنهم حينما كان يتنزل عليهم الوحي ويُسمع بعضهم بعضاً ما كان يقول بعضهم لبعض: هذا الحديث ـ مثلاً ـ حديث آحاد؛ بل كانوا يؤمنون به ويطبقونه دون النظر إلى ذلك ، ودليل ذلك:
لما بعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ معاذاً إلى اليمن قال له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فأول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ..." أخرجه البخاري .
ــ فمعاذ ـ رضي الله عنه ـ دعاهم إلى العقيدة والأحكام ، فهل قال أهل اليمن لمعاذ أحاديثك أحاديث آحاد لا نقبلها منك وأْتِنَا بأحاديث متواترة؟!!
ــ هل بعث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع معاذ ـ رضي الله عنه ـ آخرين خوفاً من أن لا يقبلوا أحاديث الآحاد ؟!!
خامساً: ومن الأدلة ـ أيضاً ـ على سقوط هذه القاعدة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث اثني عشر رسولاً إلى اثني عشر ملكاً يدعوهم إلى الإسلام، وكما لا يخفى على أحد أن أول دعوة هؤلاء الرسل هي الدعوة إلى التوحيد ، قال ـ تعالى ـ{ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً }.
فلو كان خبر الواحد لا يُقبل لما دخل أحد من الملوك في دين الله ـ تعالى ـ.
سادساً: دليل آخر: قصة تميم الداري لما أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قصة المسيح الدجال، فقد قَبِل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديثه، وما قال له إنّ حديثك أحاديث آحاد؛ بل جمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الناس فقال لهم:"إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأنّ تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال... "أخرجه مسلم
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : " وقد كان يقطع بصدق أصحابه كما قطع بصدق تميم الداري لما أخبره بقصة الدجال وروى ذلك على المنبر ولم يقل أخبرني جبريل عن الله ؛ بل قال:
" حدثني تميم الداري" .. هذا أولاً
أما ثانياً: أسأل سؤالاً:
من الذي وضع تقسم ( آحاد ومتواتر) هل هم علماء الفقه أم علماء الحديث وحفاظه؟
الجواب: هم علماء الحديث وحفاظه.
س: ما موقفك أيها المسلم من ذلك هل تقبل منهم هذا التقسيم أم لا ؟
الجواب: حتماً سيكون الجواب: أقبل ذلك منهم.
إذن: بما أنك قبلت ذلك منهم يجب عليك أن تقبل ما قالوه في أحاديث عذاب القبر.
والسؤال هنا: ماذا قال علماء الحديث وحفاظه في أحاديث عذاب القبر؟
قال السيوطي في " شرح الصدور"(ص49) " فقد تواترت الأحاديث بذلك مؤكدة إلى ستة وعشرين نفساً من الصحابة"
وقال السفاريني في " لوامع الأنوار البهية"(2/13) نقلاً عن ابن رجب الحنبلي:
قال الحافظ ابن رجب وقد تواترت الأحاديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عذاب القبر"
وقال الشوكاني في فتح القدير(1/159):" فقد تواترت به الأحاديث الصحيحة ودلت عليه الآيات القرآنية"
صنّف البيهقي في كتابه" إثبات عذاب القبر" وأخرج فيه أحاديث تسعة وثلاثين صحابياً .
وقال القسطلاني في إرشاد الساري(2/460):
"وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة على ثبوته وأجمع عليه أهل السنة ولا مانع في العقل أن يعيد الله الحياة في جزء من الجسد ... وقد تواترت الأحاديث في عذاب القبر حتى قال غير واحد أنها متواترة لا يصح التواطؤ وإن لم يصح مثلها لم يصح شيء من أمر الدين"
الشبهة الثانية:
لماذا لم يُذكر عذاب القبر بوضوح في القرآن؟
فأقول: بل ذُكر في القرآن الكريم وقد ذكرنا آيات كريمات وقد وضَّحها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفسرها بما لا يدع مجالاً للشك إلاّ من أُشرب قلبه بالاعتزال أو التجهم ، وهو تماماً كموضوع الآذان الذي يشتمل على التوحيد فلماذا لم يُذكر في القرآن بوضوح؟.
ــ ولماذا لم يُذكر ـ مثلاً ـ عدد ركعات الصلوات في القرآن ؟.
ــ ولماذا لم يُذكر في القرآن نصاب الزكاة من الغنم والبقر ؟.
ــ ولماذا لم يُذكر الصراط في القرآن بوضوح؟. وهلم جرا
سؤال : ما حكم من ينكر عذاب القبر؟
الجواب: يبحث معهم أهل العلم بالحديث رواية ودراية ليعرِّفوهم بصحتها وبمعانيها، فإنْ أصرُّوا بعد ذلك على إنكارها أو تحريف نصوصها عن معناها الصحيح تبعًا لهواهم وتنزيلًا لها على رأيهم الباطل؛ فهم فسقة، ويجب اعتزالهم وعدم مخالطتهم؛ اتقاءً لشرهم، إلاَّ إذا كان الاتصال بهم من أجل النصح لهم وإرشادهم، أما الصلاة وراءهم فحكمها حكم الصلاة وراء الفاسق، والأحوط: عدم الصلاة خلفهم؛ لأن بعض أهل العلم كفرهم.
وهذا ما أجابت به الجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز

__________________________

اللهم اغفر ذنوبنا جميعا __________ امين يارب العلمين

» المحور: محاسبة المتسببين عن الخطأ المهني في لقاء الزمر